فوائد الشوكولاتة السوداء

الشوكولاتة

تُحضّر الشوكولاتة من حبوب الكاكاو التي تعود أصولها إلى أمريكا الوسطى حيث تُزرع شجرة الكاكاو (الاسم العلمي: Theobroma cacao) في المناطق الاستوائيّة فيها، وقد عَرَفَت شُعوب الإنكا، والمايا، والآزتيك مُنذُ القِدَم الخصائص الطبيّة لهذه الحبوب في علاج الأمعاء والمعدة، وكانت تُحضّر آنذاك على شكل مشروب ساخن أو بارد بإضافة الماء، والعسل، والبهارات، وقد نَقَلَ المُستعمرون الإسبان محصول الكاكاو إلى أوروبا، وحظيت في ذلك الوقت بمكانة عالية بسبب فوائدها الصحيّة، وقد صُنع أول لوح من الشوكولاتة في المملكة المُتّحدة في القرن التاسع عشر، وزاد استهلاكها بشكلٍ كبير في القرن العشرين.

تصنيع الشوكولاتة

تُصنع الشوكولاتة من خلال حصاد حبوب الكاكاو، وتخميرها، وتجفيفها، ثمّ تحميصها وطحنها، وتحويلها إلى شراب، ثمّ إضافة المواد المُحلية لها، ويتمّ بعد ذلك وضعها في قوالب حتى تُصبح صلبة، وتختلف خطوات التصنيع وِفق نوع الشوكولاتة؛ حيث يُضاف حليب البودرة والسكر إلى الشراب لتحضير الشوكولاتة بالحليب التي يصل تركيز الكاكاو فيها إلى ما يُقارب 10%، بينما تُحضّر الشوكولاتة السوداء دون إضافة الحليب، ويتراوح تركيز الكاكاو فيها بين 35ً% و85%، ويُحدّد تركيزها الكميّات التي تمتلكها من الفلافونويدات الغذائيّة التي تُعدّ من مُضادات الأكسدة المُفيدة للجسم، وتمتاز الأنواع الداكنة منها باحتوائِها على أعلى نسب من هذه المُركّبات التي يفقدها الكاكاو كلّما خضع لعمليات تصنيعٍ أكثر وتجدر الإشارة إلى أنّه في بعض الأحيان تُضاف الموادّ القاعديّة للكاكاو بهدف تحسين مذاق الشوكولاتة ويؤدي ذلك إلى تقليل مُحتواها من الفلافونولات.

فوائد الشوكولاتة السوداء

تُعدّ الشوكولاتة السوداء أكثر فائدةً من الأنواع الأخرى لاحتوائِها على المُركبات مُتعدّدة الفينولات (بالإنجليزيّة: Polyphenole)، ومع ذلك فإنّه يُنصح بتناوُلها باعتدال لاحتوائِها على السكر، والدهون، والسُعرات الحراريّة، وبالتالي فإنّ استهلاك كميّاتٍ كبيرة منها قد يؤدّي إلى زيادة الوزن، وغيرها من الآثار السلبيّة، كما أنّها تحتوي على الكافيين الذي تزيد كميّاته كلّما كان تركيز الشوكولاتة أعلى، وفيما يأتي نذكر أهم فوائد هذا النوع من الشوكولاته

تحسين صحة الدماغ: فمركبات الفلافونولات المتوفرة في الشوكولاتة السوداء وبودرة الكاكاو، وغيرها من الأطعمة يُمكن أن تكون مُفيدة لوظائف الدماغ، وذلك كما أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2017 في مجلة (بالإنجليزية: Boondocks in Nutrition)،[٨] وتتميّز هذه المُركبات بخصائصها المُضادّة للالتهابات وللأكسدة، وقد بيّنت إحدى الدراسات التي أجراها مستشفى لوما ليندا عام 2018 أنّ مُضادات الأكسدة في الشوكولاتة حسّنت تردّدات غاما في الدماغ خلال نصف ساعة من تناوُل 48 غراماً من الشوكولاتة الداكنة بتركيز 70% من الكاكاو، وترتبط هذه الترددات بتعزيز العمليات الإدراكيّة، والذاكرة،[٩] وأشارت دراسةٌ أخرى أجريت عام 2011 في جامعة ريدنغ إلى أنّه بعد تناول الشوكولاتة السوداء بساعتين كانت الذاكرة ووقت الاستجابة أفضل مُقارنةً بتناول الشوكولاتة البيضاء، إلّا أنّ هناك دراسات أخرى لم تُظهِر أنّها مُفيدةٌ لذلك  وتجدر الإشارة إلى أنّ للشوكولاتة السوداء العديد من الفوائد الأخرى المهمّة للدماغ، ومنها ما يأتي:

تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية: إذ نُشرت دراسةٌ في مجلة طبّ الأعصاب (بالإنجليزيّة: Nervous system science) عام 2012 أُجريت على 37,000 رجلٍ تتراوح أعمارهم بين 45 و79 عاماً من خلال تتبّع نظامهم الغذائي مدّة 10 سنواتٍ، وتبيّن أنّ الرجال الذين تناولوا كميّات أكبر من الشوكولاتة أو ما يُقارب الكوب منها أسبوعياً كان خطر إصابتهم بالسكتات الدماغيّة أقل بنسبة 17% مُقارنةً بالذين لم يتناولونها، ويُفضّل الباحثون تناول الشوكولاتة السوداء على الأنواع الأخرى.

تقليل الاكتئاب: فقد وُجد أنّ الأشخاص الذين تناولوا الشوكولاتة السوداء قلّت احتماليّة إصابتهم بأعراض الاكتئاب بنسبة 70% مُقارنةً بالذين تناولوا الأنواع الأخرى من الشوكولاتة، وذلك في دراسةٍ نُشرت عام 2019 في مجلّة الاكتئاب والقلق (بالإنجليزية: Discouragement and Uneasiness) ضمّت 13,626 مُشتركاً تزيد أعمارهم عن 20 عاماً وأشارت نتائجها إلّا أنّ هذه الدراسة وصفيّة وبالتالي لا يُمكن الاستنتاج منها أنّ تناول هذا النوع من الأغذية قد يُعالج الاكتئاب

تخفيف أعراض مرض باركنسون: حيث تُعدّ الشوكولاتة الداكنة من الأطعمة المُفيدة للأشخاص الذين يُعانون من مرض باركنسون، ولذلك فإنّهم يُنصحون بتناولها بشكل مُنتظم؛ إذ تحتوي على كميّات مُعتدلة من الكافيين، وتمتاز بخصائصها المُضادّة للأكسدة، ويُساهم الكافيين في الحفاظ على مُستويات هرمون الدوبامين في الدماغ لدى هؤلاء المرضى والذي يتسبّب المرض في تقليل مستوياته لديهم، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ من المهمّ الاعتدال في تناول الشوكولاتة؛ إذ إنّ الإفراط في تناولها قد يُسبّب زيادةً في أعراض المرض؛ مثل التشنّجات والرعاش؛ لذلك يُنصح بالاكتفاء بتناول قطعةٍ صغيرةٍ منها يوميّاً.

تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر: فهناك أدلّة قويّة تدعم أنّ مُستخلصات الكاكاو والشوكولاتة قد تُستخدم كمصادر طبيعيّة يُمكنها تعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبيّة التنكسيّة المُرتبطة بالسنّ مثل مرض ألزهايمر، وذلك كما بيّنت إحدى الدراسات التي أجرتها مدرسة طب ماونت سيناي (بالإنجليزيّة: The Icahn Institute of Medication at Mount Sinai) عام2015.

خفض مستويات الكوليسترول: حيث إنّ بودرة الكاكاو قلّلت مستويات الكوليسترول الضارّ المؤكسد لدى الرجال، والذي قد يُسبّب تأكسده تلفاً في أنسجة الجسم مثل بطانة الشرايين، وذلك كما أشارت دراسةٌ نشرتها مجلّة التغذية (بالإنجليزيّة: The Diary of Nourishment) عام 2007، كما بيّنت الدراسة أنّ الكاكاو ساهم في زيادة مستويات الكوليسترول الجيّد (بالإنجليزيّة: High-thickness lipoprotein) لدى المُصابين بارتفاع الكوليسترول،[٢٠] وقد تعود هذه الفوائد لاحتواء الكاكاو على العديد من مُضادّات الأكسدة التي تدخل مجرى الدم وتحمي البروتينات الدهنيّة من التأكسد، ومن جهةٍ أخرى فإنّ دراساتٍ أخرى لم تستطع إثبات هذه الفوائد، إذ أشارت مراجعةٌ لعشر دراسات شملت 320 شخصاً أنّ إضافة هذا النوع من الشوكولاتة إلى النظام الغذائي مدّة 2 إلى 12 أسبوعاً لم يُقلّل من مستويات الكوليسترول الجيّد والدهون الثلاثيّة.ويُمكن تناول الشوكولاتة الداكنة كجزءٍ من النظام الغذائي الصحّي للحصول على هذه الفائدة، كما يُنصح باختيار الأنواع ذات التركيز العالي من الكاكاو، والتي خضعت لعددٍ أ

Comments

Popular posts from this blog

ما فوائد المياه الغازية

‏كيف تحقق أرباحا من الإنترنت بطرق جد سهلة

كيف أجعل الإنترنت سريعاً